أين سينتهي بك المسير أيها العمر الموغل في الهروب ؟ فقد أعياني الركض خلفك ,
وأحسست بشيخوخة الكلمات تحتل كل مساحة في ;كياني ..
ولم يعد باستطاعتي اللحاق بك حيث غيماتُ الغياب محفوفةٌ بالتيه ..
حتى أني لم أعد أدري هل أنا اليوم أمارس فن التخلص منك
بكلمات طائشة على صفحة أعلنت التمرد عليك ,
أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تخليدا لك على ذات الصفحة ..!!
ايها العمر ماذا فعلت بك ..... هل انت راض عني ام اني اهملتك ....
اراك تسير بلا هدف اراك تجد السير نحو الفراغ ...
انه ذات الفراغ الذي طالما حذرتك منه الم اكن صديقا وفيا لك ؟
الم اكن من اخلص الناصحين لك تبالك يانفس الم تخبريه ؟
الم تخبريه اني مجرد انسان ....مجرد رقم تمت اضافته عند ولادتي
رقم يطرح منه بمرور الثواني حتي لايبقي منه في النهايه الا صفر
انه ذات الصفر الذي رايتك تغدو السير نحوه .
ايها العمر ايقنت انك لست اهلا للصدق ....
فعندما كنت صبيا كنت تقف بجانبي كنا كالاخوه في غياهب الايام
عندما كنت شابا كنت لي سندا وعون كنا كالجنود في المعركه نؤازر بعضنا
فلماذا تتخلي عني عندما احتجتك .
لقد أيقنت أن استحضارك على صفحة بيضاء أشبه بعملية انتحار ,
وأن السير معك عبر حروف مشتعلة أمر غير محمود العواقب ,
وأن الذاكرة باتت متواطئة معك ..
وأني فشلت في استدراجها إلى حيث الراحة بدونك ..
من مفارقات الحياة أنها تفرض عليك بعضَ نصوص غيرِ مكتوبة ,
ثم تفرض عليك قراءتها بكل حرفية