..
أيها الفاضل وأيتها الفاضلة ..
قال الربيع بن خيثم لأصحابه :
الداء هو :
الذنوب ..
والدواء هو :
الاستغفار ..
والشفاء :
أن تتوب ولا تعود ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ }..
{ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ..
{ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
ما هي التوبه النصوح أيها الفاضل وأيتها الفاضلة ؟!..
قال عمر رضي الله عنه :
التوبه النصوح :
أن يذنب العبد، ثم يتوب ، فلا يعود ..
وقال الحسن البصري في معنى التوبه النصوح :
أن يكون العبد ..
نادماً على ما مضى ..
مجمعاً على أن لا يعود منه ..
وقال أيضاً :
التوبه النصوح :
ندم بالقلب ..
واستغفار باللسان ..
وترك بالجوارح ..
وإضمار بألا يعود ..
قال يحيى بن معاذ :
الذي حجب الناس عن التوبه :
طول الأمل ..
وعلامة التائب والتائبه :
إسبال الدمعه ..
وحب الخلوه ..
والمحاسبه للنفس في كل همه ..
قال محمد الوراق رحمه الله :
قدم لنفسك توبة مرجوه ..
قبل الممات ..
وقبل حبس الألسن ..
بادر بها غلف النفوس ..
فإنها ذخر وغنم للمنيب المحسن ..
كل ابن آدم خطاء ..
نعم .. أيها الفاضل وأيتها الفاضلة..
كل ابن آدم خطاء ..
من منا لم يخطئ قط..
ومن له الحسنى فقط..
إن أنت رمت محسناً.. رمت الشطط..
..
ليس عيب أن تخطئ
ف( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) و كما قال صلى الله عليه وسلم..
لكن ..
العيب ..
كل العيب ..
أن تصر على الخطأ ..
تدبر هذه الدعوه العظيمه ..
من الرحمن الرحيم ..
وهو يدعوك ..
ويدعو الجميع إلى ..
المسارعه إلى رحمته وجنته..
قال سبحانه بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ..
لكن هل هم معصومون عن الخطأ !..
لا ..
لا ..
فلا عصمة لأحد فقد قال الله عنهم : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ..
نعم .... أيها الفاضل وأيتها الفاضلة
الاصرار على الذنب ..
هو الهلاك ..
وهو سبب التعاسه والشقاوه ..
ولكن ..
لما أخطأ العبد ..وأخطأت الأمه ..
ولم يصروا على خطأهم ..
كانت النتيجه :{ أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ ، هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } ..
نعم .... أيها الفاضل وأيتها الفاضلة
نعم .... أيها الفاضل وأيتها الفاضلة
ينقصنا ..
الضمير الحي..
النفس اللوامه ..
التي إذا أذنبت ..
لامت ..وعاتبت ..
فالإصرار على المعصيه ..
معصيه أخرى ..
والقعود عن تدارك الفارط من المعصيه ..
اصرار ، ورضى بها ، وطمأنينة إليها ..
وذلك علامة ..
الهلاك ..
وأشد من هذا كله ..
المجاهره بالذنب ..
مع تيقن نظر الربّ جل جلاله من فوق عرشه ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
من هو التائب !..
من هو التائب !..
هو ..
المنكسر القلب ..
الغزير الدمعه..
الحي الوجدان ..
القلق الأحشاء..
التائب
صادق االعباره ..
جم المشاعر ..
جياش الفؤاد ..
حي الضمير..
التائب ..
خالي من العجب ..
فقير إلى الرب..
التائب ..
بين الرجاء ، والخوف ..
والنجاة ، والهلاك ..
التائب ..
في قلبه حرقه ..
وفي وجدانه لوعه ..
وفي وجهه أسى ..
وفي دموعه أسرار ..
التائب ..
له في كل وقفة عبره ..
إذا ..غرد الحمام بكى ..
وإذا ..صاح الطير ناحى ..
وإذا ..شدا البلبل تذكر ..
وإذا ..لمع البرق اهتز ..
التائب ..
يجد للطاعه حلاوه ..
وللعباده طلاوه ..
وللإيمان طعماً ..
وللإقبال لذه..
التائب ..
يكتب من دموعه قصصاً ..
و
ينظم من الآهات أبياتاً ..
ويؤلف من البكاء خطباً..
التائب ..
كالأم اختلست طفلها من يد الأعداء ..
وكالغريق في البحر نجى من اللجه إلى شاطئ الأمان ..
التائب ..
أعتق رقبته من أسر الهوى ..
وأطلق قلبه من سجن المعصيه ..
وفك روحه من شباك الرذيله ..
وأخرج نفسه من بحر الخطيئه ..
أخي أخيه ..
من واجب الناس أن يتوبوا
والدهر في صرفه عجيب
والصبر في النائبات صعب
وكل ما ترتجى قريب
ولكن ترك الذنوب أوجب
ولكن غفلة الناس عنه أعجب
ولكن فوات الثواب أصعب
والوقت من دون ذلك أقرب