الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع هام جدا وحساس
لسبب
أو لأخر ؛ يختار الزوجان الانفصال ويذهب كلاهما لحال سبيله ، غير أن هذا
القرار لا يمسهما وحدهما ، فهناك أطراف أخرى تتأثر به و منها من يدفع الثمن
من طمأنينته ومستقبله وربما صحته وهؤلاء هم من يطلق عليهم ضحايا الطلاق .
و
يعد الأطفال أول من يتأثر بقرار الأبوين بالانفصال ، حيث يفقدون البيت
الآمن للحياة و يفقدون في الوقت ذاته التربية الصحية التي تؤهلهم لمواجهة
الحياة ، فضلا عن أنهم – وفي معظم الحالات – يفقدون احترامهم لأبويهم نتيجة
ما يحيط بعملية الانفصال من مشاكل و تقولات من هذا الطرف أو ذاك ، سيما
إذا كانت لديهم القدرة على إدراك ما يحيط بهم .
والأمثلة على ذلك كثيرة وبعضها مشهور بين أبناء المجتمع .
"أم
خالد".. كما أرادت أن نسميها مطلقة حرمت من رؤية أطفالها الأربعة منذ أكثر
من عام، تقول " بعد طلاقي كان من المفترض أن يبقى أطفالي لدى والدهم لضعف
حالتي المادية ورفض والدي تحمل احتياجاتهم".
وأضافت" وبعد
الطلاق مباشرة رفض طليقي زيارة أطفالي لي بحجة أني أفسد أخلاقهم، تقدمت
بالشكوى للمحكمة وكل مرة لا يحضر للجلسة على وعد أن تكون الجلسة القادمة هي
الأخيرة والحاسمة لكن لا فائدة"، مشيرة إلى أنها حاولت رؤية أبنائها في
مدارسهم لكن إدارة بعض المدارس رفضت بحجة أن هذا شأن عائلي لا دخل لها به".
أما
هدى ابنة الأربعة عشر عاما فتحكي قصة انفصال والديها، قائلة" لا أعلم لما
انفصلا ولكن النتيجة أن أخي يقيم عند والدتي بينما أنا و أختي عند والدي
ونزور والدتنا بانتظام، مشيرة إلى أن عدم وجود سيدة تعني بهم يجعلها مسئولة
عن كافة شئون البيت".
وتسجل وسائل الإعلام يوميا عدد من
الحوادث تتعلق بأطفال من أبوين مطلقين كان أخرها قصة حرمان طفلة من مقاعد
الدراسة بسبب خلاف بين والدها وأهل والدتها المطلقة على مبلغ مالي "رضوة"
مما دفع بجدتها لأمها أن تأتي وتخرجها من مقاعد الدراسة عنوة عازمة على ألا
تعيدها إلى والدها إلا بعد دفع المبلغ.
ويلقي هروب "سارة"
المتكرر من والدها الذي انتقل بها من الطائف إلى الرياض ولجوؤها لمنازل
الجيران أو صديقاتها تساؤلا عن حياتها أو ما تتعرض له إن لم يكن عنفا جسديا
فهو عنف نفسي بسبب إنفصال والديها وبعدها عن جدتها التي تولت تربيتها في
صغرها، وطلبها المتكرر أن تعود لحضن والدتها وجدتها.
وتتحول
حياة ضحايا الطلاق من الأطفال إلى كر وفر حيث يلجأ أحد الطرفين لخطف
الأطفال في بعض الأحيان ، بينما يكون على الطرف الثاني اللجوء إلى القضاء،
وهي ما تحكيه أم حمزة حيث لجأ طليقها إلى أخذ طفلها من أمام المدرسة، مشيرة
إلى أنها جلست يوما كاملا تبحث عن الطفل حتى علمت عن طريق أحد أقاربه أنه
مع والده ومنعها من رؤيته، ولم ينجح لجوءها للمحكمة بإعادة طفلها.
ويؤكد
خبراء معنيون بشؤون الأسرة والطفل أن معظم الباحثين الاجتماعيين قد أخفقوا
في متابعة حالات الطفل النفسية بدقة بعد أن حصلت حالات انفصال أو طلاق بين
والديهم. إذ ذكر الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون مع أحد والوالدين بعد
انفصالهما يكونون أكثر عرضة لمخاطر الاضطهاد والتعسف النفسي والبدني، وقد
تبرز لديهم مشاكل وتعقيدات أخلاقية كونهم يظلون متأرجحي المشاعر بين الأب
والأم.
وهذا ما تؤكده مديرة الخدمات الاجتماعية لبرنامج الأمان
الأسري الدكتورة نورة الصويان في حديثها لـ"سبق" ، قائلة" صحيح أنه لا توجد
إحصاءات مؤكدة عن أعداد الأطفال لأبوين مطلقين والعنف الأسري الذي يمكن أن
يتعرضوا له إلا أن ما يقابلنا من حالات أكبر دليل على تعرضهم للعنف".
وأضافت"
الكثير من حالات العنف الأسري ضد الأطفال التي تواجهنا يكون الطفل ضحية
لطلاق، وقد لا يمارس عليه عنف جسدي او نفسي ولكن قد يستخدمه أحد الأبوين
كورقة ضغط على الطرف الآخر".
وليس مستغربا أن يكون الأطفال هم
ضحايا الطلاق في بلد تصل فيه حالات الطلاق لأكثر من ثلاث حالات خلال الساعة
الواحدة، لذا تؤكد الصويان على ضرورة عدم حرمان الأطفال من رؤية أحد
والديه بسبب الطلاق لما له من تأثير سلبي على نفسيته، قائلة" على الطرفين
التحاور بهدوء وإعطاء معلومة للطفل أن الطلاق تم ليس لعيب في أحد الطرفين
ولكن لمشاكل أخرى يفهمها عندما يكبر".
وأوضحت الصويان أن أغلب
الحالات التي تواجهها هي حالات يتم فيها منع الطفل من رؤية أحد والديه ،
وفي حالات أخرى تلجأ الأم لتشويه صورة الأب في عيني الطفل، وشددت على دور
المؤسسات الحكومية والمدنية في توعية المجتمع لمثل هذه القضايا.
وشددت
على ضرورة إيجاد مكان صحي يلتقي به الآباء والأمهات بأطفالهم، مشيرة إلى
أن كثير من الدول تتبع هذا النهج حتى يتمكن الآباء من لقاء أبنائهم في جو
صحي.
وشاركتها الرأي المحامية السعودية سعاد الشمري التي أشارت إلى دور
وزارة الشؤون الاجتماعية في توفير مكان ملائم للأطفال ولأسرهم من أجل
اللقاء في حالة الطلاق، قائلة" لا يعقل أن يسلم الأطفال في دائرة الحقوق
المدنية".
وأضافت" رأيت بعيني كيف يتم تسليم الأطفال لذويهم في
مكان لا يليق ببرائتهم وفي مكان يسلم فيه الجناة وأصحاب السوابق أيضا"،
مشددة على ضرورة وجود موظفين مؤهلين لمثل هذه اللقاءات.
و أكدت
الشمري أن أكثر ظلم يقع على الأطفال في حالات الطلاق هو حرمانهم من حقهم في
الحصول على أوراق ثبوتية واستخدام ذلك كورقة ضغط على الأم، مشيرة إلى عدم
وجود قانون يلزم الأب بتسجيل أبنائه أو يعاقبه.
وبحسب الشمري
فإن الكثير من الاعتداءات تحدث للأطفال في حالات الطلاق بسبب تسلميهم
لوالدهم دون البحث والتقصي والـتأكد من أهليته لتربية أطفال، موضحة " أن
الأصل في الشريعة الإسلامية ولاية التربية للمرأة، وبعض الأحيان يسلم الأب
أولاده دون أن يكون هناك سيدة ترعى أطفاله".
وتعد أبرز القضايا
التي تناولتها وسائل الإعلام حول العنف الأسري كانت تدور في فلك ضحايا
الطلاق من الأطفال، ولعل أكثرها إثارة للضجة زواج طفلة في الثانية من عشرة
من عمرها برجل في الثمانين من عمره، والتي قالت الأم وهي مطلقة أنها لا
تعلم عن زواج طفلتها.
وفي ذات السياق طالبت الشمري بضرورة
المتابعة بعد الطلاق من قبل مختصين و ضرورة كتابة تقارير مفصلة أسبوعيا عن
حالة الطفل النفسية والصحية بعد بقائه مع أحد الوالدين وملاحظة جملة أمور
منها عدم تعرضه للضرب والإهانة وسوء التعامل أو التعذيب النفسي والجسدي،
دون الاعتماد على ما يذكره الأب أو الأم فقط بل بالمعاينة الذاتية وسؤال
الطفل نفسه ومتابعة العلامات التي يحصل عليها في دروسه لمعرفة مستواه
الدراسي.
وقالت الشمري " القانون لا يعاقب الأب الذي يتسبب
بإهماله بإيذاء طفله أو حتى يقتله، وفي حال تعرض الطفل للعنف الجسدي ووصل
للمستشفى يعاد الطفل لأبيه مرة أخرى، وحتى إن تقدم أحد من أقاربه لأخذه لا
بد من موفقة والده وهو ما لا يوفر الحماية له.
وتعتبر قضايا
الطلاق من أكثر القضايا الاجتماعية الشائكة، وتسعى عدة مؤسسات أهلية
وحكومية لحل تبعاتها أو منع حدوثه، وهو ما أدى مؤخرا إعلان إلى إقامة جمعية
" مودة" وهي جمعية مختصة في شئون الطلاق وحماية أبناء المطلقين والحصول
على حقوقهم خاصة فيما يتعلق بحصولهم على أوراق ثبوتية".
اتمنى من الازواج اداكانو يحبون اولادهم من فضلكم حاربو الطلاق يكفينا مشاكل كبيرة
عند حدوت المشاكل بينهما ان يتخدو قرار بعيدا عن الطلاق