لماذا نصوم يوم عشوراء
وما هى الحكمة منه ؟
ولماذا حرص النبى صلى الله عليه وسلم على صيام هذااليوم وحثنا على ذلك؟
إن السبب فى تعظيم يوم عاشوراء والأمر بصيامه، وتكفير السيئات به، يعود إلى ماله من تأثير على حياة البشر، حينما تظل ذاكرة الأمة المسلمة يقظة ومتوقدة للمواقف الفاصلة بين الحق والباطل ، ويدل على ذلك ما نلمسه من إدراك النبى صلى الله عليه وسلم لأهمية استشعار البعد التاريخى فى الأحداث المعاصرة، والشعور بوحدة المعركة ، فهلاك فرعون موسى بشرى بهلاك فرعون كل مرحلة من مراحل الصراع ، فحين أخبره يهود أنهم يصومون هذا اليوم شكرا لنجاة نبي الله موسى، كان جوابه صلى الله عليه وسلم "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"
هذا خلاصة ما أفتى به الدكتور منير جمعة –أستاذ بجامعة أم القرى- وإليك نص فتواه:
الأيام وعاء الأحداث ، ومستودع الجهود الإنسانية بخيرها وشرها ، وحلوها ومرها ، وإنما يكتسب الزمن قيمته من قيمة الحدث الذى تم فيه. وشهر المحرم من الأشهر الحرم، التى حرم فيها القتال يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)(البقرة: من الآية217).
وهو الشهر الوحيد الذى ثبتت تسميته بشهر الله ، كما جاء فى الحديث عن أبى هريرة: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم". رواه مسلم.
وفى شهر الله المحرم يوم عظيم هو يوم العاشر منه ، وقد أطلق عليه ( عاشورا) للمبالغة والتعظيم؛ لأن فيه ذكريات غالية ، ينبغى تذكرها ، ولذا قال رب العزة لموسى علية السلام (وذكرهم بأيام الله) أى بنعم الله عليهم من النجاة من فرعون كما قال القرطبى فى التفسير (9/341) فيكون عاشوراء بناء على هذا من أيام الله الخالدة فى التاريخ فلنقف معه قليلاً