خواطر عن فلسطين
يا فلسطين الحبيبة
لا تزرفي الدماء و الدموع
فأخوتي في الشرق
لن يسمعوا بكاءك السفيه
لن يرفعوا رايتهم لجريح
لن يستجيبوا لنداء الضمير
فضميرهم قد مات و دفنوه بالمريخ
وهوايتهم منذ أن خلقوا هو النوم
على الريش الناعم و الشخير
و تفكيرهم أضحى
كيف يأكلون و متى يشربون
و التحدث عما يلبسون من الحرير
و كل شيء يمس القضية
هو بالنسبة لهم تافه و أكثر من حقير
يا فلسطين الحبيبة
لا تنزفي الدماء و الدموع
فالطفلة البريئة قد أمست يتيمة
و آمنا حواء ما عادت تنجب الأبطال
قد باتت عقيمة
و أرضنا في الشرق
لعدونا باتت غالية ثمينة
و لقادتنا الأبرار
قد باتت لقادتنا رخيصة
و الشجب و الاستنكار
صار من بين عاداتنا الشرقية
و الطفلة المسكينة
قد أمست حزينة
غريبة في أرضها
شريدة في دارها السليبة
كم هي مسكينة أجيالنا لأننا
لا نورث أجيالنا في الشرق
إلا حضارة عليلة
صحيح عما نقوله أننا نحن
من صنع التاريخ
و أمجادنا فيها كثيرة
لكننا اليوم نشكو للزمان زلنا
و نشكو لعمر و صلاح الدين جبننا و صمتنا
و نشكوإليهم نفوسنا الذليلة
و الطفلة أشعلت للشمعة الفتيلة
و أضاءت الكون حولها فلم ترى
إلا الجثث حولها و أمها القتيلة
و الدمعة غطت جفنها
و خبئت أسرارها الدفينة
لكنها أبت إلا أن ترفض الهزيمة
فإما أن تحطم للقدر يأسه
و إما أن تكون شهيدة القضية