ر !.....
زاد إعجابي ومسكت دمعتي ! واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ...
قلت: أظافرها؟
قال: قلت لك يا دكتورة هي مسكينة ..طبعا أنا....
نظرت الأم له وقالت: متى تشتري لي بطاطس ؟
قال: ابشري الحين اوديك البقاله !
طارت الأم من الفرح وقامت تناقز الحين الحين .
التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار..
سويت نفسي اكتب في الملف حتى ما يبين أني متأثرة !
وسألت: ما عندها غيرك ؟
قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر من ولادتي.
قلت: اجل رباك أبوك
قال: لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات .
قلت: هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك؟أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟؟؟؟؟؟
قال: دكتووووورة أمي مسكييييييييينة طول عمري من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها.
كتبت الوصفة وشرحت له الدواء......
مسك يد أمه
وقال: يله الحين البقاله...
قالت: لا نروح مكة ...
استغربت قلت لها: ليه تبين مكة ؟
قالت: بركب الطيارة !!!
قلت له: هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على نفسك؟
قال: يمكن الفرحة اللي تفرحها لو وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها.
خرجوا من العيادة وأقفلت بابها
وقلت للممرضة : أحتاج للراحة
بكيت من كل قلبي
وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أما ..فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي لم تمرض لم تدرس لم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه...لم ولم ولم....ومع كل ذلك كل هذا البر!!
تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله ....
فكرت بأبنائي ....هل سأجد ربع هذا البر؟؟
مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة...
عدت لبيتي وأحببت أن تشاركوني يومي
قال تعالى في سورة الإسراء: ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )