بمناسبة
الإحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق ثورة التحرير الكبرى
(1نوفمبر1954) أتقدم إلى الشعب الجزائري كله بأحر التهاني وأطيب التمنيات
راجيا من الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا جميعا بالرفاه والسعادة ، وأن
يحفظ الجزائر الغالية من كل ســـوء، وبهذه المناسبة أيضا لا يسعنا إلا أن
نقف وقفة إجلال وخشوع أمام ارواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في ميدان
الشرف دفاعا عن الوطن ، إيمانا منهم بأن " حب الوطن من الإيمان" وبأن
الحرية تؤخذ ولاتعطى ، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، لذلك
كانوا بالمرصاد فأعلنوها ثورة عارمة ضد المستدمر لا تبقي ولا تذر ، فكان
الموعد أول نوفمبر المذكور ، وكانت الملحمة كبيرة ثورة عارمة أصبحت فيما
مضربا للأمثال يحتذى به لدى كل الحركات التحررية في العالم ، كيف لا، وقد
تمكنت هذه الثورة من دحر أعتى قوة في العالم مدعومة بقات الحلف الأطلسي ،
ورغم ذلك كانت النتيجة " حرية واستقلال الجزائر " بثمن باهظ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مليون ونصف المليون شهيد) من خيرة أبناء وبنات هذا الوطن ، من مختلف
مناطقه ومن مختلف الشرائح الإجتماعية ، فلاحون، عمال ، أطفال ، نساء ،
شيوخ ، أطباء ، طلبة ، أساتذة ، مثقفون ..والقائمة طويلة ، كلهم لبوا نداء
الوطن ، معلنين :" النصر أو الشهادة "، ذلك هو شعارهم ..اللهم احشرهم مع
الشهداء والصديقين والأنبياء والمرسلين في جنات النعيم.
بهذه المناسبه
، اخترت "القلبل من أشعار المجاهد البطل ، شاعر الثورة الجزائرية مفدي
زكرياء رحمه الله الذي بذل هو الآخر الحهد الكبير من ماله وجهده وكذلك
أشعاره التي أسمع بها معاناة الجزائريين ، وقمع الفرنسيين لهم من تشريد
وتقتيل وتعذيب ، هذا الشاعر بلغ صوت الجزائر إلى القاصي والداني ، فكلن
جزاؤه كغيره من الوطنيين الأحرار من السجن والنفي ، ولكون أشعاره نابعة عن
معاناة وكذا وحب وإخلاص لبلده لذلك وغيره اخترت هذه الأشعار لهذا الرجل
المجاهد:
مــن إليـــــاذة الجــــزائرتــأذن ربّــك ليلـــة قـــدر ---- وألقى الستارعلى ألـف شهـــر
وقال لــه الشعب أمرك ربي----وقــال الــرب:أمــرك أمــري
ولعلع صوت الرصاص يدوي---فعاف الـيراع خــرافــة حبــر
وتأبى المـدافع صوغ الكـلام--- إذالم يكن من شـــواض وجمــر
وتأبى القنابل طبع الحــروف---إذا لم تكــتـن من سبائـك حمـر
وتأبى الصفائح نشر الصحائف---مالم تكـن بالـــقرارات تسري
ويأبى الحديد استماع الحديث--- إذا لم يكن من روائـع شعري
نوفمبر غيرت مجرى الحياه---وكنـت نوفـمبــر مــطلع فجــر
شغلنا الورى وملأنا الدنى---بشعر نرتله كالصلاه---تسابيحه من حنايا الجزائر
**********************
نوفمبر جل جلالك فينا--- ألست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا---وللنصر رحنا نسوق السفينا
وثرنا نفجر نارا ونورا--- ونصنع من صلبنا الثائرينا
ونلهم ثورتنا مبتغانا--- فتلهم ثورتنــا العـالميـــنا
وتصخرجبهتنا بالبلايا--- فتسخر بالظلم والظالمينا
وتعلوالسياسة طوعا وكرها---للشعب أراد فأعلى الجبينا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا ---سلكنا به المنهج المستبينا
ولولا التحام الصفوف وقانا---لكنا سماسرة مجرمينا
فليت فلسطن تقفو خطانا---وتطوي كما طوينا السنينا
وبالقدس تهتم لابالكراسي---تميل يسارا بهل ويمينا
شغلنا الورى وملأنا الدنى---بشعر نرتله كالصلاة---تسابيحه من حنايا الجزائر
*****************************
2 ـ إقـــرأ كتــــابك
هـذا(نفمبـر) قم وحـي المدفعـا--- واذكر جهــادك والسنين الأربعـــا
واقرأ كتـــابك للأنام مفصــــلا---تقرأ به الدنيا الحديث الأروعـــا
إن الجزائــر قطعـة قدسيـــــــة---في الكون لحنها الرصاص ووقعا
وقـصيـــدة أزليــــة أبيــاتهـــا--- حمراء كان لها (نفمبر) مطلعــا
نظمت قوافيها الجماجم في الوغى---وسقى النجيع (رويها) فتدفعا
غنـى بهـا حـر الضميـرفأيقظت---شعبا إلى التحريرشمّرمسـرعـا
وأراده المستعمرون عناصرا--- فأبى مـع التــاريـخ أن يتصـدعا
واستضعفوه فـقرروا إذلاله --- فأبـت كرامتــه له أن يخضعــا
واستدرجوه فدبروا إدماجـه--- فأبت عروبتـه له أن يبلعـــــــــا
وعن العقيدة زوروا تحريفه-- -فأبى مع الإيمان أن يتزعزعــــا